والـحدُّ عقوبةٌ مُقَدَّرَةٌ ، تَـجِبُ حقَّاً لله تعالـى. فلا تعزيزٌ ولا قِصَاصٌ حَدَّاً.
والزِّنَا وَطْءٌ فـي قُبُلٍ خالٍ عن مِلكٍ
وشُبْهَتِهِ. ويَثْبُتُ بشهادةِ
أَربعةٍ بالزِّنَا ، فـيسأَلُهم الإمامُ : ما هو؟ وكيف هو؟أَين زنا؟ ومتـى زنا؟ وبِمَنْ زنا.
فإِن بَـيَّنُوا وقالوا : رأَينا كالـمِيْل فـي الـمُكْحُلَةِ ، وعُدِّلوا سِرَّاً وعلَنَاً ، حَكَمَ بِهِ.
وبإِقرَارِهِ أَربعاً فـي أَربعةِ مـجالس ،
رَدَّهُ الإمامُ كَلَّ مَرَّةٍ ، فإِنْ بَـيَّنَ حُبِّبَ تَلْقِـينُهُ رُجُوْعَهُ ، بِ : لَعَلَّكَ لَـمَسْتَ وَنَـحْوِهِ ،
فإِن رَجَعَ قَبْلَ حَدِّهِ أَو وَسَطَهُ ، خُـلِّـي ، وَإِلاَّ حُدَّ.
وَهُوَ لِلْـمُـحْصَنِ ، أَي : لِـحُرَ مُكَلَّفٍ مُسْلِـمٍ ، وَطِىء بِنِكَاحٍ صَحِيْح ، وَهُمَا بِصِفَةِ الإِحْصَانِ ، رَجْمُهُ فـي فَضَاءٍ حَتَّـى يَمُوْتَ.
يَبْدأُ بِهِ شُهُوْدُهُ ،
فإِن أَبَوا ، أَو غَابُوا ، أَوْ مَاتُوا ، سَقَطَ. ثُمَّ الإمَامُ ، ثُمَّ النَّاسُ. وَفِـي الـمُقِرِّ يَبْدَأُ الإمَامُ ثُمَّ النَّاسُ. وَغُسِلَ وَكُفِّنَ وَصُلِّـيَ عَلَـيْهِ.
وَلِغَيْرِ الـمُـحْصَنِ جَلْدُهُ مِئَةً وَسَطَاً ، بِسَوْطٍ لا ثَمَرَةَ لَهُ.
وَتُنْزَعُ ثِـيَابُهُ إِلا الإزْارَ. ويُفَرَّقُ عَلَـى بَدَنِهِ إِلاّ رَأْسَهُ وَ وَجْهَهُ وفَرْجَهُ ، قَائِمَاً فـي كُلِّ حَدَ بِلاَ مَدَ. وَلِلْعَبْدِ نِصْفُهَا.
وَلاَ يَحُدُّ سَيِّدٌ بِلاَ إِذْنِ الإمَامِ ،
وَلاَ تُنْزَعُ ثِـيَابُهَا إِلاّ الفَرْوُ وَالْـحَشْوُ. وَتُـحَدُّ جَالِسَةً. وَجَازَ الـحَفْرُ لَهَا لاَ لَهُ.
ولا جَمْعَ بـين جَلْدٍ ورَجْمٍ ،
وَلاَ جَلْدٍ وَنَفْـي إِلاَّ سِيَاسَةً.
وَيُرْجَمُ الـمَرِيْضُ وَلاَ يُجْلَدُ إِلاَّ بَعْدَ البُرْءِ. وَتُرْجَمُ الـحَامِلُ بَعْدَ الوَضْع ،
وَتُـجْلَدُ بَعْدَ النِّفَاسِ.
وَيُدْرَأُ الـحَدُّ بِالشُّبْهَةِ فـي الفِعْلِ ، أَي : ظَنَ غَيْر الدَّلِـيْلِ دَلِـيْلاً ، كَأَمَةِ أَبَوَيْهِ وزَوْجَتِهِ ، فَلاَ يُحَدُّ إِنْ ظَنَّ أَنّهَا تَـحِلُّ.
و فـي الـمَـحَلِّ ، أَي : بِقِـيَامِ دَلِـيْلٍ نَافٍ للـحُرْمَةِ ذَاتَاً كَأْمَةِ ابْنِهِ ،
وَمُعْتَدَّةِ الكِنَايَاتِ ، وَالـمَبِـيْعَةِ قَبْلَ التَّسْلِـيْمِ ، فلاَ يُحَدُّ وَإِنْ أَقَرَّ بِالـحُرْمَةِ.
وَحُدَّ بِوَطْىءِ أَمَةِ أَخِيْهِ وَعَمِّهِ ، وأَجْنَبِـيَّةٍ وَجَدَهَا فـي فِرَاشِهِ ، وَإِنْ هُوَ أَعْمَى. لا إِن زُفَّتْ وَقُلْنَ : هِي زَوْجَتُكَ.
وَلا يُحَدُّ الـخَـلِـيْفَةُ ، ويُقْتَصُّ وَيُؤْخَذُ بِالْـمَالِ.
فَصْلُ فـي حدِّ القَذْفِ
مَنْ قَذَفَ مُـحْصَنَاً ، أَي : حُرَّاً مُكَلَّفَاً مُسْلِـمَاً عَفِـيْفَاً عَنِ الزِّنَا بِصَرِيْحِهِ ،
أَوْ
بِـ : لَسْتَ لأَبِـيْكَ ، أَوْ : لَسْتُ بِابْنِ فُلاَنٍ ، فـي غَضَبٍ ، وَهُوَ أَبُوْهُ ، حُدَّ ثَمَانِـينَ سَوْطَاً ، كَحَدِّ الشُّرْبِ.
والطَّلَبُ بِقَذْفِ الـمَيِّتِ : لِلْوَالِدِ والوَلَدِ وَوَلَدِهِ ،
وَلَوْ مَـحْرُوْمَاً.
وَلاَ يُطَالِبُ أَحَدٌ سَيِّدَهُ ، ولا أَبَاهُ بِقَذْفِ أُمِّهِ ، وَلَـيْسَ فِـيْهِ إِرْثٌ وعَفْوٌ وَ عِوَضٌ. وَفِـي : يَا زَانِـي ، فَقَالَ : بَلْ أَنْتَ ، حُدَّا. وَلِعِرْسِهِ ، حُدَّتْ. وَلاَ لِعَانَ وَإِنْ قَالَتْ : زَنَـيْتُ بِكَ هُدِرَا.
فَصْلٌ فـي حَدِّ الشُّرْبِ
مَنْ أُخِذَ بِرِيحِ الـخَمْرِ ، أَوْ سَكْرَانَ زَائِلَ العَقْلِ بِنَبِـيْذٍ ، أَوْ أَقَرَّ بِهِ مَرَّةً صَاحِيَاً ، أَوْ شَهِدَ بِهِ رَجُلاَنِ ،
وَعُلِـمَ شُرْبُهُ طَوْعَاً ،
يُحَدُّ صَاحِيَاً.
لا بِمُـجَرَّدِ الرِّيْحِ أَوْ التَّقَـيُّؤ ، أو السُّكْرِ ، ولا إنْ رَجَعَ عن الإقرار ، ومَنْ شَهِدَ بحَدِّ مُتَقَادِمٍ
قريباً من إمَامٍ رُدَّ ، إلا فـي قذفٍ ، وَضَمِنَ السَّرِقَةَ ، وإن أَقَّرَّ به حُدَّ ، وَهُوَ للشَّرْبِ بِزَوَالِ الرِّيْح ،
ولِغَيْرِهِ
بِمُضِيّ شَهْرٍ ، فَإِنْ شَهِدَ بِزِنَا وَهِيَ غَائِبَةٌ حُدَّ ، وَ بِسَرِقَةٍ من غائبٍ لا.
ونُصِّفَ حَدُّ العبد. وَيَكْفِـي حَدٌّ بِجِنَايَاتٍ اتـحَدَ جِنْسُهَا.
فَصْلٌ فـي التَّعْزِيرِ
وَأَكْثَرُ التَّعْزِيْرِ تِسْعَةٌ وَثَلاَثُوْنَ سَوْطَاً ، وَأَقَلُّهُ ثَلاَثَةٌ.
وصَحَّ حَبْسُهُ مَعْ ضَرْبِهِ. وَضَرْبُهُ أَشَدُّ ، ثُمَّ للزِّنَا ، ثُمَّ لِلْشُّرْبِ ، ثُمَّ لِلْقَذْفِ ،
وَهُوَ بِقَذْفِ مَـمْلُوْكٍ أَوْ كَافِرٍ بِزِنَاً ، ومُسْلِـمٍ بِ : يَا فَاسِقُ ، يَا كَافِرُ ، يَا سَارِقُ ، يا مُخَنَّثُ ، وأَمْثَالُهُ. لا بِ : يَا حِمَارُ.
وَقِـيْلَ : إِلاَّ لِعَالِـمٍ أَوْ عَلَوِيَ. وَمَنْ حُدَّ أَوْ عُزِّرَ فَمَاتَ ، هُدِرَ دَمُهُ. وَإِنْ عَزَّرَ زَوْجٌ عِرْسَهُ ،
لا.