هُوَ حَبْسُ العَيْنِ عَلَـى مِلْكِ الوَاقِفِ ، والتَّصَدُّقُ بِالـمَنْفَعَةِ كَالعَارِيَّةِ.
وَعِنْدَهُمَا هُوَ حَبْسٌ عَلَـى مِلْكِ اللَّهِ تَعَالَـى ، فَلاَ يَزُولُ مِلْكُ الـمَالِكِ عِنْدَ أَبـي حَنِـيفَةَ ـ رحمه الله ـ إِلاَّ أَنْ يَحْكُمَ بِهِ حَاكِمٌ ، وإلاّ فِـي مَسْجِدٍ بُنِـيَ وَأُفْرِزَ بِطَرِيقِهِ ، وَأَذِنَ لِلْنَّاسِ بالصَّلاَةِ فِـيهِ ، وَصَلَّـى فِـيهِ وَاحِدٌ.
وَعِنْدَ مُـحَمَّدٍ تَسْلِـيمُهُ إلَـى الـمُتَوَلِّـي وَقَبْضُهُ
شرْطٌ. وَعِنْدَ أَبَـي يُوسُفَ يَزُولُ بِنَفْسِ القَوْل ،
فَصَحَّ عِنْدَهُ وَقْفُ الـمُشَاعِ ،
وَجَعْلُ الغَلَّةِ وَ الوِلاَيَةُ لِنَفْسِهِ.
وَشَرْطُهُ أَنْ يَسْتَبْدِلَ بِهِ
أرْضاً أخْرَى إِذَا شَاءَ ، وَ تَرْكُ ذِكْرِ مَصْرِفٍ مُوَبَّدٍ ، فَإِذَا انْقَطَعَ صُرِفَ إِلَـى الفُقَرَاءِ.
وَصَحَّ عِنْدَ مُـحَمَّدٍ وَقْفُ مَنْقُولٍ فِـيهِ تَعَامُلٌ ، كَالْـمُصْحَفِ وَنَـحْوِهِ ،
وَعَلَـيْهِ الفَتْوِى.
وَلاَ يُمْلكُ الوَقْفُ
وَلاَ يَتَمَلَّكُ ، لَكِنْ يَجُوزُ قِسْمَةُ الـمُشَاعِ عِنْدَ أَبِـي يُوسُفَ.
وَيَبْدَأُ مِنَ ارْتِفَاعِ الوَقْفِ بِعِمَارَتِهِ إِنْ وَقَفَ عَلَـى الفُقَرَاءِ ، وَإِنْ وَقَفَ عَلَـى مُعَيَّنٍ وَآجَرَهُ للفقراء ، فَهِي فـي مَالِهِ. فَإِنْ امْتَنَعَ ، أَوْ كَانَ فَقِـيراً ، آجَرَهُ الـحَاكِمُ وعمّره بأُجْرَتِهِ ،ثُمَّ رَدَّهُ الـحاكم إلَـى مَصْرِفِهِ.
وَنَقْضُهُ يُصْرَفُ إلـى عِمَارَتِهِ أوْ يُدَّخَرُ لِوَقْتِ الـحَاجَةِ إلـيها.وَإِنْ تَعَذَّرَ صَرْفُهُ إِلَـيْهَا بِـيعَ وَصُرِفَ ثَمَنُهُ إِلَـيْهَا. وَلاَ يُقْسَمُ بَـيْنَ مَصَارِفِهِ.