فَصْلُ (في الظَّهَارِ)
الظِّهَار تَشْبِـيهُ مَا يُضَافُ إلَـيْهِ الطَّلاَقُ مِنْ الزَّوْجَةِ بِمَا يَحْرُمُ إلَـيْهِ النَّظَرُ مِنْ عُضْوِ مَـحْرَمِهِ ، وَهُوَ يُحَرِّمُ وَطْأَهَا وَدَواعِيهِ ، حَتّـى يُكَفِّرَ. وَفِـي : أَنْتِ عَلَـيّ كأُمِّي ، صَحَّ نِـيّةُ الكَرَامَةِ وَ الظِّهَارِ وَ الطَّلاَقِ ، فإنْ لَـمْ يَنْوِ لَغَا. وَفِـي : أَنْتِ عَلَـيَّ حَرَامٌ كَأُمّي مَا نَوَى مِنْ ظِهَارٍ أو طَلاَقٍ ، فَإنْ لَـمْ يَنْوِ بِهِ فإيلاءٌ عِنْدَ أبِـي يُوسُفَ ، وَظِهَارٌ عِنْدَ مُـحَمَّدَ.
وَفِـي : أَنْتُنَّ عَلَـيّ كَظَهْرٍ أمّي ، لِنِسَائِهِهَتجِبُ لِكُلَ كفَّارَةٌ. وَهِيَ تَجِبُ بِالْعَوْدِ أي بِالعَزْمِ عَلَـى وَطْئِهَا ، وَهِيَ عِتْقُ رَقَبَةٍ لاَ فَائِتَ جِنْسِ الـمَنْفَعَةِ ، كَالأَعْمَى والـمقْطُوعِ يَدَاهُ ، أوْ رِجْلاَهُ ، أوْ إبْهَامَاهُ ، أوْ يَدٍ وَرِجْلٍ مَنْ جَانِبٍ.
و الـمَـجْنُونِ والـمَدَبَّرِ و الـمُكَاتَبِ أدَّى بَعْضَ بَدَلِهِ ونِصْفِ عَبْدٍ مُشْتَرَكٍ ، ثُمّ بَاقِـيهِ بَعْدَ ضَمَانِهِ وَنِصْفِ عَبْدِهِ ثُمّ بَاقِـيهِ بَعْدَ وَطْئِهَا. وإنْ عَجَزَ عَنِ العِتْقِ ، صَامَ شَهْرَيْنِ وِلاَءً ، لَـيْسَ فِـيهِمَا رَمَضَانُ وَلاَ الأيّامُ الـمَنْهِيَّةُ ، وَإنْ أَفْطَرَ اسْتَأْنَفَ.
وَكَذَا إنْ وَطِئَهَا لَـيْلاً عَمْداً ، أوْ يَوْماً مُطْلَقاً. وَإنْ عَجَزَ أطْعَمَ ستِّـينَ مِسْكِيناً ، كُلاًّ قَدْرَ الفِطْرَةِ أو قِـيمَتَهُ. وَإنْ غَدّاهُمْ وَعَشَّاهُمْ وَأَشْبَعَهُمْ ، أوْ أعْطَى مَنَّ بُرَ ومَنَوَيْ تَمْرٍ أوْ شَعِيرٍ ، أوْ وَاحِداً شَهْرَيْنِ ، جَازَ. وَفِـي يَوْمٍ قَدْرَ الشَّهْرَيْنِ لاَ.