فَصْلٌ فـيما يُفْسدُ الصَّلاة وما يُكْرَهُ فـيها

يُفْسِدُهَا الكَلاَمُ مُطْلَقاً ، والسَّلاَمُ عَمْداً وَرَدُّه مُطْلَقاً ، و الأَنِـينُ ونَـحْوهُ مِـمَّا له صَوْتٌ ، و البُكَاءُ بِصَوْتٍ ، إِلاّ لأَمْرِ الآخِرَةِ ، وَالتَّنَـحْنُـحُ إلا بِعُذْرٍ ، و تَشْمِيتُ عَاطِسٍ ، وَ جَوَابُ الكَلاَمِ وَلَوْ بالذِّكْرِ ، وَ الفَتْـحُ إلاّ لإِمَامِهِ ، والقِرَاءةُ من مِصْحَفٍ ، و السُّجُودُ عَلَـى نَـجِسٍ ، و الدُّعَاءُ بِمَا يُسْأَلُ عَنِ النَّاسِ ، و الأَكْلُ ، والشُّرْبُ ، والعَمَلُ الكَثِـيرُ : أي ما يَحْتَاجُ إلـى الـيَدَيْنِ ، أو يَسْتَكْثِرُه الـمُصَلِّـي ، أو يَظُنُّ النَّاظِرُ أنَّ عَامِلَهُ غَيْرُ مُصَلَ.

(مَكْرُوهَاتُ الصَّلاَةِ)

وكُرِهَ كُلُّ هَيْئَةٍ فـيها تَرْكُ الخُشُوعٍ ، و قَلْبُ الـحَصَى لِـيَسْجُدَ ، إلاَّ مَرَّةً ، و مَسْحُ جَبْهَتهِ مِنَ التُّرابِ فِـيهَا ، و السُّجُودُ علـى كَوْرِ عِمَامَتِهِ ، وَ افْتِرَاشُ ذِرَاعَيْهِ ، وعَقْصُ شَعْرِهِ ، و سَدْلُ ثوْبِه ، وكَفُّهُ ، وتَـخْصِيصُ الإِمَامِ بِمَكَانٍ ، لا إن قَامَ فـي الـمَسْجِد وسَجَدَ فـي الطَّاقِ.

و القِـيَامُ خَـلْفَ صَفَ وُجِدَ فِـيهِ فُرْجَةٌ ، وصُورَةُ حَيَوَانٍ فـي ثَوْبِهِ ومَسجِدِهِ وجِهَتِهِ ، غَيْرَ خَـلْفُ وتَـحْتُ ، لا إنْ صَغُرَتْ جِدّاً ، أو مُـحِيَ رَأْسُهَا.

و فـي ثِـيَاب البِذْلَةِ ، و حَسْرُ رَأْسِهِ إلاَّ تَذَلُّلاً ، و عَدُّ ما يَقْرَأُ ، وغَلْقُ بَابِ الـمَسْجِدِ ، و الوَطْىءُ والـحَدَثُ فَوْقَهُ ،

لا فَوْقَ بَـيْتٍ فِـيهِ مَسْجِدٌ ، ولا تَزْيِـينُهُ ، و صَلاَتُهُ إلـى ظَهْرِ مَنْ لا يُصَلِّـي ، و قَتْلُ الـحَيَّةِ والعَقْرَبِ فِـيهَا.

ويَأْثَمُ بالـمُرُورِ أمَامَ الـمُصَلِّـي فـي مَسْجِدٍ صَغِيرٍ ، وأمَّا فِـي غَيْرِه ، فَفِـيمَا يَنْتَهِي إِلَـيْهِ بَصَرُهُ ، نَاظِراً فـي مَسْجِدهِ ، وَحَاذَى الأَعْضَاءُ الأَعْضَاءَ ، إِنْ صلَّـى عَلَـى دُكَّانٍ ، إنْ لَـمْ يَكُنْ سُتْرَةٌ  اي خشب بقْدارِ ذِرَاعٍ وغِلْظِ أُصْبَعٍ ، تُغْرَزُ حَذاء أحَدِ حَاجِبَـيْهِ بِقُرْبِهِ.

ويَكْفِـي سُتْرَةُ الإِمَامِ ، وجَازَ تَرْكُها عِنْدَ عَدَمِ الـمُرُورِ وَ الطَّرِيقِ.

ويَدْرَأُ بالتَّسْبِـيحِ اوالإشَارَةِ إنْ عَدِمَ سُتْرَةً ، أو مَرّ بَـيْنَهُ وبَـيْنِهَا.