بسم الله الرحمن الرحيم
الـحمدُ لله رافعِ أعلام الشريعة الغرَّاء ، جاعِلِها شجرةً أصلُها ثابتٌ وفرعُها فـي السماء ، والصلاةُ والسلامُ علـى رسولِهِ مـحمدٍ أفضلِ الرُّسُل والأنبـياء ، وعلـى آلـه وأصحابه نُـجُومِ الاقْتِدَاء والاهْتِدَاءِ.
وبعد : فإنَّ العبدَ الـمتوسِّلَ إِلـى الله تعالى بأقوى الذَّرِيعَة ، عُبَيدَ الله بن مسعود بن تاج الشريعة ـ سَعِدَ جَدُّه ، واُنـجِحَ جِدُّه ـ يقول : لَـمّا اَلـَّفَ جَدِّي ( ومولاي العالـمُ الربَّانـيّ ، والعاملُ الصَّمَدَانـي ، بُرهانُ الشريعة والـحقِّ والدِّين ، وارثُ الأنبـياء والـمرسلـين ) مـحمودُ بن صدر الشريعة ( جزاه الله تعالى عنـي وعن سائر الـمسلـمين خير الـجَزَاء ) لأجل حفظي كتابَ «وِقاية الرِّوَاية فـي مسائِلِ الـهداية» ، وهو كتابٌ لـم تَكْتَـحِلْ عينُ الزمان بثانـيه ، فـي وجَازَةِ ألفاظه ، مع كثرة معانـيه.
ثم اني لما وجدت قصور همم بعض المحصلين عن حفظه ، فاتَّـخَذْتُ منه هذا «الـمختصر» ، مشتملاً علـى ما لا بُدَّ منه ، فمَن أَحَبَّ استـحضارَ مسائل «الـهِدَاية» ، فعلـيه بحفظ «الوِقاية» ، ومَن أَعْجَلَهُ الوقتُ ، فلـيصرفْ إِلـى حفظ هذا الـمختصر عِنان العناية ، إِنه وَلِـيُّ الـهداية.