تفسیر الوسیط لسید طنطاوی:
وقوله - تعالى -: { تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الذين يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إلى ذِكْرِ الله . . . } .
استئناف مسوق لبيان آثار هذا القرآن الكريم فى نفوس قارئيه وسامعيه بعد بيان أوصافه فى ذاته.
{تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ....}(براي بيان تأثير قرآن بر جان قاري و شنونده ی آن آمده است، بعد از بيان اوصاف ذات قرآن).
وقوله " تقشعر " من الاقشعرار، وهو الانقباض الشديد للبدن.
(تقشعر: در هم كشيده شدن شديد بدن را گويند).
يقال: اقشعر جسد فلان، إذا انقبض جلده واهتز . . . وهو هنا كناية عن الخوف الشديد من الله - تعالى -.
اقشعر جسد فلان (جسد فلاني اقشعرار كرد) گفته مي شود، وقتي كه پوست وي در هم كشيده شود و بلرزد و در اينجا كنايه است از ترس الله (نه اينكه حتماً خود انقباض وكشيدگي در وي باشد).
أى: أن هذا الكتاب العظيم عندما يقرؤه أو يسمعه المؤمنون الصادقون الذين يخشون ربهم تقشعر جلودهم من شدة ما اشتمل عليه من زواجر ونذر. ثم تلين جلودهم وقلوبهم إذا ما قرأوا أو استمعوا إلى آيات الرحمة والمغفرة.
....والخلاصة أن من صفات هؤلاء المؤمنين الصادقين، أنهم يجمعون عند قراءتهم أو سماعهم للقرآن الكريم بين الخوف والرجاء، الخوف من عذاب الله - تعالى - والرجاء فى رحمته ومغفرته، إذ أن إقشعرار الجلود كناية عن الخوف الشديد، ولين الجلود والقلوب كناية عن السرور والارتياح
يعني اين كتاب عظيم، وقتي كه مؤمنان صادق آن را مي خوانند يا كه مي شنوند، از ترس ربّ خود پوستهايشان از شدت آنچه كه قرآن مشتمل آن است از قبيل زاجر و نذير(از عقاب و نهي هاي وارده) منقبض مي شود.
خلاصه ی مطلب اينكه مؤمنان صادق هنگام خواندن يا شنيدن قرآن بين خوف و رجاء (بيم و اميد) جمع مي كنند: ترس از عذاب الله و اميد از رحمت و غفران وي. زيرا إقشعرار الجلود، كنايه است از خوف شديد و لين الجلود و القلوب كنايه است از سرور و آرامش.
ومفعول { ذِكْرِ الله } محذوف للعلم به، أى: ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله رحمته وثوابه وجنته.
(ثم تلين جلودهم وقلوبهم: يعني پوست و قلب آنها به ذكر الله ﷻ و رحمت و ثواب و جنّت وي آرام مي يابد).
قال ابن كثير ما ملخصه: هؤلاء المؤمنون يخالفون غيرهم من وجوه:
أحدها: أن سماع هؤلاء تلاوة الآيات، وسماع أولئك نغمات الأبيات.
الثانى: أنهم إذا تليت عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا، بأدب وخشية ورجاء ومحبة وفهم وعلم، ولم يكونوا - كغيرهم - متشاغلين لاهين عنها.
الثالث: أنهم يلزمون الأدب عند سماعها . . . . ولم يكونوا يتصارخون ويتكلفون ما ليس فيهم.
قال قتادة عند قراءة لهذه الآية: هذا نعت أولياء الله، نعتهم الله بأنهم تقشعر جلودهم وتبكى أعينهم، وتطمئن قلوبهم إلى ذكر الله، ولم ينعتهم بذهاب عقولهم، والغشيان عليهم، إنما هذا فى أهل البدع، وهذا من الشيطان . . .
الكتاب : التفسير الوسيط المؤلف : محمد سيد طنطاوي